خاطرة في سحر الكون

هناك استرسلت . . بخطوات متأنية بالحياة انبثقت . . فأقبلت . . على ينبوع الراحة مشاعرها أججت . . فنظمت. . نظماً شعرياً بخيوط الشمس عقدت . . جلست . . على حافة الضفاف . . تجمّست . . بأناملها تلاعبت . . شعرت . .بغليان الدماء تزف عروقها . . تنشقت . . استزادت . . أفعمت . . ضمت حينها أحلاماً فترنمّت . . بين يسارها واليمين أقحمت . . عالماً كان ولا زال هي فيه استترت . . ابتسمت . . ومن صميمها ضحكت . . أشعلت السّيِف . . منه انتقمت . . فجرّدت . . كبرياءه الذي بثناياه حلُمت واحتوت . . حطّمت زواياه فأفكت . . صميمه المتعالي على أحكامه سيطرت . . فأحكمت قبضتها أضرمت . . ناراً كانت قد انطفأت . . ركظت . . فتحت ذراعيها للأعالي. . بعينيها الكون احتضنت . . تركت . . لحظاتٍ حارفتها فشتت . . سلاسلاً طوقت . . عبست . . للخلف ألقت . . نظرةً سحقت . . لحظاتٍ بها هزمت . . فأنكرت واستدركت . . وإلى الأمام عادت فتأججت . . نضارةً أصابها الندى فأبدعت . . عذب النوى تخللت . . فانزفت إلى أرض البراح . . قفزت . . هللت . . تكوينها ريحٍ تنسمت . . وحشودٍ من أشجار انتسقت . . فبادرت . . بإعلان حالة الطواريء . . أسرعت . . فشرّعت المراسي . . في الموانيء قد التزمت . . انتفضت . . بالتحايا أسرعت . . وقانون التوازن بينها عقدت . . بمشاعرها تدفأت . . وبالرغم منها زهدت . . الريح أنسفت . . والكل ارتقب هدوءها . . فتنازعت . . الأشجار تلاطمت . . والبحار سخت . . فتفجرت . . بخطوات الخوف تراجعت . . فزادت الريح أكثر سهجت . . فتخوفت العذراء بشرنقتها فهوت . . احجمت الأحلام عن استمرارها فاستقرت وثبتت . . فسكنت المعالم من جديد . . بعد أن ناورت . . وإذ بقطرات الندى عن أغصانها تدلّت . . قطرت . . هنا عيني السلام . . تمطت . . فأعلنت . . بأن رحلة الربيع قد بدأت . . وبقلم المشاعر . . قصدت . . قلب قلب المحبين . . أسفرت أنورت. . قناديل الوآم تبخترت . . و بخيلاءها نقشت . . هنا نظرت . . تلك العذراء واستوت . . تهيم بأفقها البعيد . . فتسلل على هدبها . . خلف ستر المغيب حلماً نسجت . . فأكملت النقص في العهد التي من جراحه امتلأت . . فرحل عنها فيما هي للعلياء تصدرت . . حينها و بعودها المياس . . تمايلت . . فاستجمعت قواها و توازنت وأطلقت للعنان ما حجزت . . وبحروفٍ من ذهب ناسقت . . أعذب الكلمات كتبت . . وغطاء كتابها بعد الإنتهاء أغلقت . . ثم بإبتسامة منتشية أعقبت . . وعادت ونظرت . . وودعت الدقائق التي لازمتها وتأهبت . . . فتحيّنت . . الفرصة الخجول التي تلت . . ثم السلام ألقت . . وعلى رابية عالية تقرفصت . . وبأوج سعادتها عادت . . تغفو من جديد . . لتكتب صفحةً تضمنتها . . نسج الطمأنينة و تناولت . . مشاعراً فبرزت . . بغلافِ زمن جديد كان فيما مضى حانقاً جائعاً ثيابها مزقه فتجرّدت. . وإلى زمهرير التيه دفعت . . ومن مخافته . انصاعت فأجبرت على سيطرته وانزوت. . لم تنطلي مكر اللحظات عليها . . انجلت . . فألقت نظراتها الأخيرة للخلف ثم أعقبت سيرها وصولاً إلى رابية ٍعالية تقرفصت بين يسارها واليمن كتاباً خطّت به أدلّة جمعت . . فعاودت واختطفت من خلف المغيب نظرةً . . وما تبقى من الجملة الناقصة دونت فأكملت . . و تنشقت أنفاس السلام التي طيّبت . . صدرها المثقل ففاض هدوئاً وأمناً . . حينها عينيها أغمضت و أعقبت على التدوين ثم ارتحلت من جديد و الرواسي ألقت . . ما بين جفنيها الكون ضمت . . وعليها وعلى سرها أغلقت.

--------------------------------------------------------------------------------